هل تغيرت طبيعة ادم فى الكتاب المقدس ؟ - الطبيعة الصالحة و الطبيعة الفاسدة

الحقيقة احد الادعائات الغريبة والعجيبة والتى يمررها ايضا المسيحى العادى
الذى لا يعلم شيئا عن دينه ولا عن كتابه المقدس الا القشور التى يسمعها بالعظات
ونحن هنا بكل المحبة التى تنادى بها الاديان السماوية ندعوه ان يفكر ..
نحن لم نمنعه من المحبة ولكن ان كانت المحبة التى ينادى بها دين ما
تتجسد فى بقرة مثلا فهل سنقول ان ديننا هو دين المحبة لذلك هذا هو الطريق الى الله !!
بالطبع لا .. جميع الاديان تنادى بالسلام والمحبة والتراحم

ولكن على الطرف الاخر يهاجم اصحاب كل دين الاخر بانه على الخطأ
وان دينه هو الافضل فى تعليماته وينسى الجميع ان الاساس
هو العقيدة .. هو التوحيد .. هو علاقتنا بالخالق فان صلحت صلح ما بعدها

لذلك هنا سوف نتناول طبيعة ادم والتى تعتبر اول ركن فى خرافات التجسد الوثنية
والتى بدات بتناسخ الارواح الخ

يتبع

لو فى الامكان حضرتك توضح ايه المقصود بالطبيعة؟
فاذا كان شخص طبيعته عصبية فممكن طبيعته تتغير مع النصيحة او العلاج النفسى
والعكس صحيح لو مر انسان هادى بطبيعته بظروف صعبة لفترة طويلة اكيد هيبقى عصبي
شكرا

هدى كتب:: لو فى الامكان حضرتك توضح ايه المقصود بالطبيعة؟
فاذا كان شخص طبيعته عصبية فممكن طبيعته تتغير مع النصيحة او العلاج النفسى
والعكس صحيح لو مر انسان هادى بطبيعته بظروف صعبة لفترة طويلة اكيد هيبقى عصبي
شكرا

انت تتحدثين عن السلوك ، وليس الطبيعة
و السلوك هو نتاج مكتسبات البيئة التي يعيش فيها الانسان ، ولكن الطبيعة المقصودة هي التي فطرنا الله عليها .

بمعني ان آدم خلقه الله بطبيعة لها مفردات محصلتها انها انتجت لنا في النهاية شخص ...انسان ،
فما هي تلك المفردات التي جعلت من آدم انسان ؟

من النص القرآني نستطيع ان نستشف الآتي:

إني جاعل في الارض خليفة

آدم مخلوق ابتداء ليعيش في الارض بغض النظر اين خلق من البدء.

قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ

كيف عرفت الملائكة أن الخليفة الجديد في الأرض سيفسد فيها ويسفك الدماء ؟

اختلف في ذلك أهل العلم على أقوال :

القول الأول
: أنهم علموا ذلك بإعلام الله تعالى لهم ، وإن كان ذلك لم يذكر في السياق .

قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد وابن قتيبة .

كما
في "زاد المسير" لابن الجوزي (1/60)

وهو
قول أكثر المفسرين كما قاله ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/382)

يقول ابن القيم رحمه الله : " وفي هذا دلالة على أن الله قد كان أعلمهم أن بني آدم
سيفسدون في الأرض ، وإلا فكيف كانوا يقولون ما لا يعلمون ، والله تعالى يقول وقوله
الحق ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون ) ، والملائكة لا تقول ولا تعمل إلا بما
تؤمر به لا غير ، قال الله تعالى ( ويفعلون ما يؤمرون ) " انتهى . "مفتاح دار
السعادة" (1/12) .

القول الثاني
: أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم على الأرض ، وهم الجن ، فقد سبقوا الإنسان
في الأرض وكانوا يفسدون فيها ويسفكون الدماء ، فعلمت الملائكة أن البشر سيكونون على
حال من سبقهم .

روي
نحو هذا عن ابن عباس وأبي العالية ومقاتل . انظر "زاد المسير" (1/61)

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قول الملائكة : ( أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء ) يرجِّحُ أنهم خليفة لمن سبقهم ، وأنه كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك
تسفك الدماء وتفسد فيها ، فسألت الملائكة ربها عزّ وجلّ : ( أتجعل فيها من يفسد
فيها ويسفك الدماء ) كما فعل من قبلهم " انتهى . "تفسير القرآن الكريم" (1/آية 30)
.

القول الثالث
: أنهم فهموا ذلك من الطبيعة البشرية .

وهو
الذي يبدو من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة" (6/149)

يقول العلامة الطاهر ابن عاشور : " وإنما ظنوا هذا الظن بهذا المخلوق من جهة ما
استشعروه من صفات هذا المخلوق المستخلف ، بإدراكهم النوراني لهيئة تكوينه
الجسدية والعقلية والنطقية ، إما بوصف الله لهم هذا الخليفة ، أو برؤيتهم صورة
تركيبه قبل نفخ الروح فيه وبعده ، والأظهر أنهم رأوه بعد نفخ الروح فيه ، فعلموا
أنه تركيب يستطيع صاحبه أن يخرج عن الجبلة إلى الاكتساب ، وعن الامتثال الى العصيان
... ، ومجرد مشاهدة الملائكة لهذا المخلوق العجيب المراد جعله خليفة في الأرض كاف
في إحاطتهم بما يشتمل عليه من عجائب الصفات .. "

قال
: " وفي هذا ما يغنيك عما تكلف له بعض المفسرين من وجه اطلاع الملائكة على صفات
الإنسان قبل بدوها منه .. " انتهى مختصرا من "التحرير والتنوير" (1/230) .

القول الرابع
: أنهم فهموا من قوله تعالى ( خليفة ) أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من
المظالم ، ويردعهم عن المحارم والمآثم ، قاله القرطبي "الجامع لأحكام القرآن"
(1/302) .

والمعنى : أنه إذا كان هناك خليفة يحكم بين الناس في المظالم ، فإنه يلزم من ذلك أن
هؤلاء الناس تقع منهم المظالم .

مجمل ما سبق ان الانسان سيخطئ ويظلم وبفسد ..لاحظي ان هذا طبع الانسان من قبل بداية خلق آدم .

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾

هنا ينهي الله آدم وزوجته من الاقتراب من شجرة والاكل منها ...........وهنا سؤال هام جدا اليس معني ان ينهاهما الله عن فعل شئ فبالضرورة انهما قادران علي فعل هذا الشئ ؟ وإلا كان النهي من عبث القول ...مثلا هل يمكن ان ينهي الله آدم ويقول له لا تُطفئ الشمس ...!!! قطعا لا...إذن آدم وزوجته عندهما مستقبلات المعصية (الأكل من الشجرة) وتحتاج إلي محفز لتنشيط هذه المستقبلات (وسوسة الشيطان) ...ونجد بالمقابل العكس تماما في الملائكة ...فهي لا تملك مستقبلات المعصية لذلك هي لا تعصي الله ولا يؤثر فيها محفزات المعصية لأنها لا تملك جهازا لاستقبال تلك المحفزات وبالتالي لن تعصي الله..ما سبق هي طبيعة في الملائكة ....وطبيعة في آدم ...

يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ

فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا

اي ان السوءة... موجودة فعلا.... ولكنها.... مستورة ...إذن ماذا حدث بعد الاكل من الشجرة :

فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَ‌ٰتُهُمَا

اي نُزع عنها سترها فأصبحت مرئية ...ماذا يعني هذا؟

هذا لا يعني بأي حال من الاحوال تغير في الطبيعة لأن السوءة موجودة فعلا سواء عليها حجاب ام لا وما حدث هو ان العورة ظهرت بعد أن نُزع ما يسترها

ولم يحدث ان نبتت لهما عورة بعد الاكل

الخلاصة

ان آدم خُلق من البدء وعنده الاستعداد للمعصية ولم تتغير طبيعته الي الفساد كما يدّعي النصاري ، ولم نرث نحن اي خطية من آدم فالخطية فعل والافعال لا تورّث فهذا عته وعبث غير مقبول، بل تحملنا تبعات الخطية وهي الخروج من الجنة والذي كان مقدرا لنا منذ خلق آدم ان نكون في الارض.

» الانبا قلته - القرعة الهيكلية ليست في الكتاب المقدس